صالح عبدالسيد (أبوصلاح) شاعر الإيحاء والتجسيد
كتب: صلاح الدين عبدالحفيظ مالك
صحيفة الرائد
11/07/2010م
في موسوعة أهل الغناء والطرب الكثيرين من الروّاد والأفذاذ
شعراء ومغنيين ملحنين وموسيقيين، وفي بدايات عصــر
الغناء كان الشعر هو أحدأهم ركائزه ونهضته.
أقدم أولئك الروّاد وأغزرهم إنتاجاً الشاعر صالح عبدالسيد
(أبوصلاح) المولود في (1890م) بالموردة التي تلقى فيها
تعليمه الأولي، وبالتالي القراءة والكتابة بخلوة الفكي الشيخ
مكي حسن حسين، وهي الخلوة التي مكث بها فترة استظهر
من خلالها جزء من القرآن والحديث.
في (1905م) انتقل لحي الهجرة بأمدرمان الذي يضم جزءاً من
أهله فانقطع للقراءة الدينية، وبعد مدة انتقل للدراسة بالخرطوم
بحري بمدرسة الأمريكان والتي تعتبر آخر مراحل دراسته المنتظمة.
بالورشة العمومية بالنقل الميكانيكي كانت بداية حياته العلمية
كصبي نجار، وهي المهنة التي انتقل منهالرئاسة النقل الميكانيكي
كنجار.
بدأ كتابة الشعر في تلك السن وتحديداً في العام (1916م) وهو
العام الذي اتفق عليه من قبل المؤرخين ببداية ظهور شعره
أهتم بنظم (الدوباي) ذلك الشعر الذي كان سائداً، وكان أن
التقى بفحول شعرائه العبادي، أحمدحسين العمرابي، أحمد
حامد العمري، حين ظهور فن الحقيبة نظم الكثير من الأشعار
ذات الوقع الحسن – فكانت (فريع ألبان المن نسمة بتمايل
يحاكي المنقسمة)، و(يا غزال الروض فيك رايح بالي تفديك
الروح أظهر لا تبالي)، و(يا ليل أبقى لي شاهد على نارشوقي
وجنوني).
كتب كذلك في الثلاثينات والأربعينات مدائح نبوية مازالت تؤدي
بواسطة المُداح والمنشدين ومنها (نبي الله نور الكون صلى الله
بعد ما كان وعد مايكون)، و(لطفك يا رحيم يا السامع ندايا بي
مهديك جوهر مصباح الهداية).
حين ظهورمعسكري الحقيبة في فترة الإنجاز من قبل شعرائها،
كان أبوصلاح على رأس معسكر، وسيد عبدالعزيز على رأس
معسكر آخر فتدخل العقلاء لتوحيد المجموعتين فكان أن تم لم
الشمل، وحينها كتب أبوصلاح قصيدة مازالت تُغنى وتذكر
وهي(ما بقول صراح بقول المقدروهي من درر الحقيبة).
تعتبر أشعاره التي لحنت وتغنى بها الفنانون هي الأكثر
شهرة وذيوعاً (يا جوهر صدر المحافل روحي معاك تلطفيها).
و(قسم بي محبك البدري غرامك المنو ضاق صدري).
و(ضامر قوامك لأن كالماء على البلور يسعد صباحك خير
ويعم مساك النور).
في الداخل الكلي لمجموع أغنيات الحقيبة تبرز أشعاره المتقنة
النظم والبديعة الكلمات وتظهر كذلك اقتباساته من القرآن
الكريم والحديث الشريف والحكمةالشعبية له كتاب أسماه
(جواهر الأشعار في مدح النبي المختار).
في العام (1963م) انتقل إلى جوار ربه مخلفاً حتى الآن أشعاراً
غنائية تجاوزت الثلاثمائة أغنية،ومديحاً نبوياً.