Admin Admin
المساهمات : 254 تاريخ التسجيل : 09/05/2012
| موضوع: علي المساح - شاعر تمدد في عمق المعني بقلم نورالدين أحمد عبد الرحمن الخميس مايو 17, 2012 5:02 pm | |
| علي المساح - شاعر تمدد في عمق المعني
بقلم نورالدين أحمد عبد الرحمن تعجبني أشعار الحقيبة، وتتطربني ألحانها، فكل أغنية أري فيها مناسبة إبداعية خاصة وتأخذني لزمن جميل، إلا أنني أغرم بوجه خاص بكلمات علي أحمداي الملقب ب(علي المساح) ، ووجه إعجابي به يتمثل في الحقيقة كونه أنه أمي وهبه الله عز وجل عبقرية وموهبة شعرية لا تضاهي لرجل لا يعرف القراءة ولا الكتابة، ولكنه يجيد نظم الكلام ويستخدمه لخلق حالة شعرية بليغة ولد علي المساح بحي الإسبتالية بأم درمان وهو من قبيلة الحربياب، ثم سافر لمدينة ود مدني وأستقر بها ليعمل في خياطة الملابس (ترزي) يقول عنه الأستاذ مبارك المغربي في كتابه رواد شعراء الأغنية السودانية ما يلي. - ولتسميته المساح قصة طريفة، المعروف أنه كان لا يطيق البقاء كثيرا بمكان العمل ولذلك لم يتعلم الترزية التعلم الكافي، كما كان كثير التجوال صباح مساء بين أنحاء المدينة يتتبع الجمال ويصغي للغناء أين وأني وجدهما،وكان من المألوف أن تلتقي به ساهما رائحا غاديا، يلازمه حنينه الدفاق، وبينما هو علي تلك الحال لقيه أحد أصدقائه وكان يعمل في شراء وبيع الحاجيات في الأزقة والحواري في احد تلك الشوارع، وقد اعتاد علي رؤيته دائما، وعندما ابتدره (علي) بالتحية رد عليه: أهلا ... ايه الحكاية ياخي أنت أصلك مساح ؟؟؟ (إشارة الي عمل المساح )الذي كثيرا ما يري بين الحواري والشوارع يقوم بمهمته في التخطيط، ومنذ ذلك الحين إلتصق به الإسم ونسي الناس تماما إسمه الحقيقي صار علي المساح، علما من أعلام الغناء السوداني الاصيل، وقد إشتهر حينما غني له الكاشف أغنيته الشهيرة بالرق: إنت بدر الصفا في سماك*** قلي من عيني من خفاك ياحبيبي متي وفاك. وغني له الفنان عبد الله الماحي:
ظبي الخدر الما شاف قفار منو العسجد عار الصفار والأمين برهان غني صاح القمري وسجع. وغني له فنان مدني (الشبلي) وعوض الجاك فيما بعد زمانك والهوي أعانك*** أحكمي فينا هذا أوانك . ثم : جاد نسيم الليل بي عبيرو عطاني ذكرني شوفة مدني الكلو در وأغاني وله أيضا: نغيم فاهك يا أم زين دواي شفايا البجبر قواي وقال بي حب ميه ظمآن ما بترويني المية حب مية اللي حمية الفي مقـــــدارا سمية لي لقاهــــــا رويحــــتي ظمية وكذلك ذكرني مريودنا طال ألم البعاد *** وعطلتنا قيودنا يا نسايم الليل روحي لي محبوبنا يا نسايم الليل *** وأحكي ليهو وعودنا كيفن نستقيم ونحن معوج عودنا *** من هذي النحوس أمتي يبقي سعودنا هذا كله كوم وقصيدة (غصن الرياض ) كومٌ آخر. هذه القصيدة كل ما سمعتها أعيد سماعها مرة أخري، بها من الصياغات ما يبز به شعراءنا في كل العصور، تأسرك ببساطة مفرداتها وعميق مآلاتها وصورها البديعة التي يبرع في إخراجها تكشف عن عبقرية هذا الشاعر، ساوردها هنا كاملة وأرجو أن تشاركوني تأملها:
يا غصن الرياض المايد يا الناحلني هجرك وإنت ناضر وزايد جافيتني ليه أنا ليك رايد
يا غصـــــــن الرياض المــــــــايد ما أظـــــــن عن هواك لو أمـــــــــوت ماحــــايد
سهران ليلي طال والعينين صحت ماهجايد تعبان قصدي ليمك وإنت ناضر وزايد
في الجيــــــــــــــل لي جمـــــــــالك سائد عينيك ليك جنودك وإنت ليهــــــــن قايد
يالنـــــــافر جفيتني بنظــــــــــــرة لي ما عايد شوفتك ذي هلال العيد وبيها أعايد
يا خلاصة الحواري المـــــــــــن جنان وخوالد حسنك ليك يدوم لا أم تلـــد لا والد
رافل في ظــــــــــــلال المجد التليد والتالد يا اللابس العفاف حلية وعقود وقلايد
عانيت في ليـــــالي هواك ظروف واحايد مشكلة بين هواي وجفاك وإنت محايد
بــــــس ما ذنبي غير صغت النشيد ونشايد في مدحك بنيت قصر الرشيد الشايد
أنــــــــا وحبك ترعرعنا ونشانا ندايد من زمنــــــــا قبيل ما أيـــام قلال وعدايد
ما خلــــــص القديم، تبين مصايبو جدايد حن يا حبيب كفاي مر العذاب وشدايد
يا لروعتك أيها الرجل المساح | |
|