اعجبت فى بدايات اطلاعى بديوان رقصة الهياج لشاعرنا الكتيابى ورغم قلة اطلاعى الا اننى استطعت ان اتبين ذلك الدفق الصوفى والاشباع الروحى الذى كنت احسه وانا اتفهم بعض القصائد واردد البعض موقنا انها تحمل من الاسرار ما تحمل رغم عجزى عن ادراك محتواها.. فوجدت :
أقلى من حنانك لست اهلا.. لهذا الحب يا اماه مهلا
هى الدنيا أرثت حبل صبرى وفى شرخ الشباب بدأت ابلى
اعانى فى نزاعى ما اعانى وما بى ريح شك ألف كلا
ولا انا بالتقى كما ترينى ولا قلبى عن التقوى تخلى
ونفسى وهى اضعف من وليد تجاذبها الهوى ولها أعلّ
فيمناها من الرحمن ترجو ويسراها بها الشيطان حلّ
والديوان رغم بساطته الا انك تجده مليئا برقصات الهياج ودوران الدرويش وقبة جده وحرق عيدان البخور والفراش الذى يهوى او يحترق ثم الجب والدلو والسيارة... كان الديوان حلقة ذكر ورؤى فلسفية ثاقبة ووعد بالقريب القادم .. ثم كانت الثورة فى (هى عصاى) غلاف اسود وجذوات متقدة وعصا تخيلته اراد ان يتوكأ عليها ولكنه كعادته يدهشنا:
فى مقالته بسودانيز اون لاين كتب : سألونى عن العصا فكان الادهاش التالى:
حديث الأنس : ـ
( من شعر الصبا )
العصا .. و مآرب أخرى
أداة الإشارة إلى القمر لن تكون قمرا ..
و الشعراءُ ، يشيرون ملوحين بالعصا حول مركز المعنى .. ولا يصيبونه !! أما الغاوون فلا يرون إلا العصا ..! والعلماء وإن كانوا يرون العصا ويرون المعنى إلا أنهم يكتفون بالخشية وشئ من الإيمان .. ! أما العارفون فإنهم يرون المعنى ولا يرون العصا ولا يكتفون بالحب وحده ..!
ألا إن الكلمة هي العصا و إنها قشرة من الحرف والمحروف ..أثر ظل وصدى صوت .. تهتز كأنها جان .. ليس لها إلا أن تشير فحسب ، إلى عين مركز الوهج حيث روحانية المعنى الذي لا أين له و لا كيف ولا كم و لا حجم ..
أنعـش الأنـس بقــــايا
زنبقـات مــن صبـــايا
فاســتطـالت ثم صــارت
ســدرة فـي منتهـــايا
كـلمـا هــاززتُ غصــنا
نلت منهـــا مشــتهايا
وانذرى نبضـي فراشــا
ت على طــــور جـذايـا
تلسع الخطــرات وجـــدا
ني فتهتــاج الحنــايا
ماالذي أنشـبت يا ذاالـ
برق بيـــني كالشـظـايا
كلمـا أومضــت راشــتـ
ـني وحلت من عرايـــــا
أخطأت نفســي فــــذابت
في الضـــــراعات يدايا
فاعجبــوا من كسـر قلب
جبـــره جـرح الخطـايا
صـــاح بالدنيا فضــاقت
من حواليـــه الزوايــا
وســعوا الحلقـــة حولي
إنني مـــــلق عصـــايا
وارقُبـُـوا يا قومُ قولــي
واتبعـــني يــا فتــايا ....