هِجرة’’ الى المستحــيل
"1"
حَلمتُ...
كأنك قطُّ..مُخِيفُ جميلْ
تقوَّس ريشُكِ..لان لِكَفّي
مَسَحْتُ خُطَوطَ يَدَيَّ بريشك
راح يشُدُّ منابت ضعفي
يفُتُّ مناط عُرُوقي
يجُرُّ الوريد النحيل
ولما انقطعتُ رأيتك لما رأيتك
تنتفضين جناحاً جناحاً
وتنثرين كأجزاء نجمٍ قتيلْ
فلما تبعثر نبضك حولي
عرفتُ بأنَّك دلو الخروج لملكي.
وأنك عفريت روح قوي
سجين بطينة جسم هزيل
جمعتك لما عرفتك ومضا نبضا
جناحاً جناحا
فكُنْتِ بُراقي إلى المستحيل
"2"
ترنم موج الحرير خريرا
وكنت اعتليت نمارق سرجك
راح يطير
يروح سحاب ويغدو سحاب
لسورة شعرٍ تسوقك أنت أحب
إلى وأزكى لأنفي
فكل حقائق عصري زيف
وكل القلوب سراب
أحبك أنت ويكفي
فحسبك حسناً بأنك نور
رضى مفيض بجسم تراب
"3"
ركبت رفيف جناحك هونا
هدلت هديلاً
هدلت هدلت كأم الحمام
فما زلت أهدل حتى
تقطع عرق الغناء وحتى
تمزق كبدُ الكلام
وشيئاً فشيئاً
تراءات بأعلى الهُناك الخيام
رأيت طيوراً تُضىءُ
وخنَّ حفيفُ رفيف جناحك
سال حنيناً
فكيف تركت دياراً كتلك
وكيف سكنت ظلام العظامْ
الموت جمالاً