أسـفـــي عـليك
قد كنتَ في وهج الحياة فريدا
وذهبت مرضي الفعال حميدا
إني وإن خالفت رأيك تارة
فلقد عرفتك صادقا وعنيدا
ان الذين اتوك في جنح الدجي
طرقوا بباب لم يكن موصودا
جاءوك كالغربان أشأم كلهم
يطوون حقد القلب غُبرا سودا
أخذوك غدراً.. رب انت حسيبهم
ما كنت عنهم غافلا وبعيدا
إنا لنبرأ منه إن كان الذي
أرداك في وطن الهدى مولودا
ماذاك من وطني ولا من طينه
وطني السماحة طارفا وتليدا
هم قد أرادوا أن يبثوا بيننا
نهجا غريبا في البلاد جديدا
فليبشروا بالموت عدلا مثلما
قتلوك مظلوم الدماء شهيدا
وعْداً علي كل البلاد وفاؤه
والله اصدقُ بعد ذاك وعيدا
×××××××××××
يا طاهر الأثواب غادرك الذي
كم كنت من تبعاته مجهودا
روحُ تتوق الي الكمال شفيفةٌ
كم أرهقتك جسارةً وصمودا
قلم تدثّر بالحقيقة لم يزل
طول الحياة مصادما وعنيدا
كم خضت في لجج التحدي واحدا
وذهبت مظلوم الدماء وحيدا
أسفي عليك وفي ضلوعي حسرة
شجت الفؤاد وغادرته عميدا
تبكيك أُسرتك الصغيرة انها
فقدت أبا سمح الخصال ودودا
تبكيك أُسرتك الكبيرة إنه
فقدتك بحرا لا يُطاول جودا
يبكيك إخوتك الذين عرفتهم
ذكروك ليلا ركعا وسجودا
تبكيك صاحبة الجلالة كلما
ألْفَتك في صفحاتها مفقودا
يبكيك في وطني الذين تحبهم
غبش الوجوه الصابرين عقودا
نبكيك للقلم الندي وللحِجا
نبكيك مأسوفا عليك فقيدا
×××××××××××××××
يارب جاءك في الصباح محمدٌ
قد غيل غدرا فاحتسبه شهيدا
وانرْ له قبرا ثوى في لحده
فلكَمْ أضاء لنا الطريق صعودا
واجعل له اليوم الذي أهدي لنا
فيه الدموع لدي لقائِكَ عيدا
واكتب له من جرحه ودمائه
عمرا يكون مع النعيم خلودا
وعليك من وطني التحية كلما
غمر الصباح به القرى والبيدا
ستظل في الذكري فريدا مثلما
قد عشت في دنيا الأنام فريدا